صورة البابا شنودة الثالث |
رحل البابا شنودة الذي قال لا لكامب ديفيد و رفض مرافقة السادات في زيارة القدس , و حرص دائما على الوحدة الوطنية و هو القائل ' مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه '
توفي يوم أمس السبت 17 مارس البابا شنودة الثالث و اسمه الحقيقي نظير جيد روفائيل , و بهذه المناسبة الأليمة يتقدم حديث العرب بأخلص التعازي للشعب المصري بمسلميه قبل مسيحييه برحيل رجل كان مخلصا للوطن معاديا لأعدائه حتى آخر أيام حياته , و نعرض فيما يلي سيرة حياة الرجل لمعرفة من هو البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية و سائر بلاد المهجر :
طفولة البابا شنودة :
و لد البابا شنودة الثالث و اسمه الحقيقي نظير جيد روفائيل في الثالث من شهر أغسطس لسنة 1923 , و بدأ حياته الدينية كخادم بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة , كما كان طالبا في مدارس الأحد ليصبح بعدها خادما في كنيسة الانبا انطونيوس في حي شبرا بالقاهرة , و ذلك الى حدود يوم 18 يوليو 1954 حيث أصبح راهبا , و بعدها بسنتين دخل في حياة الرهبنة و عاش وحيدا يصلي و يتأمل حتى سنة 1962 في مغارة قريبة من مبنى الدير , و بعدها أصبح قسا كما عمل سكرتيرا شخصيا للبابا كيرلس السادس .
سنوات دراسته و خدمته للدين المسيحي و أقباط مصر
هو أول أسقف للتعليم المسيحي و الرابع الذي يصبح بابا , و هو كاتب صحفي فقد عرف عنه ولعه بكتابة الشعر و المقالات الصحفية , كما و عرف عنه حبه الشديد للدراسة منذ التحاقه بجامعة الملك فؤاد الأول حيث درس التاريخ الفرعوني و الإسلامي و التاريخ الحديث , و قد حصل على الليسانس و بتقدير ممتاز , كما درس بالكلية الإكليركية و تخرج منها , و بعدها أصبح استاذا في كلية اللاهوت القبطي و هو ما زال يدرس فيها .
سنوات توليه مقاليد البابوية
بعد وفاة البابا كيرلس يوم الثلاثاء 9 مارس سنة 1971 , نظمت انتخابات لاختيار البابا الجديد كالعادة بعد شهر من هذا التاريخ و بالتحديد يوم الأربعاء 13 أكتوبر من نفس السنة , و اختير فيها البابا شنودة ليكون البابا الجديد و جلس على كرسي البابوية يوم 14 نوفمبر 1971 و أصبح بهذا الجلوس الباب رقم 117 في التاريخ البطريركي عامة .
أعماله أثناء توليه مقاليد البابوية :
سيامة ما يزيد عن 100 أسقف و أسقف عام
خدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و الرفع من مكانتها
أول بطريرك يقوم بإنشاء الأديرة القبطية خارج مصر
زيادة عدد الابرشيات
انشاء عدد كبير من الكنائس في الداخل و الخارج
التقارب الإسلامي المسيحي كان من أبرز ما حرص عليه البابا حيث عرف عنه سماحته الشديدة و حبه للثقافة الإسلامية
البابا شنودة و السياسية
دخوله عالم السياسة بشكل كبير جاء بعد قرار الرئيس محمد أنور السادات إطلاق يد الجماعات و التيارات الإسلامية في العمل في مصر لمحاربة اليساريين من أعداء النظام آنذاك , و بعد هذا القرار اشتعلت العديد من الفتن بين الأقباط و المسلمين في العديد من المدن و القرى خاصة في الصعيد , و زاد من الوضع تأزما بين البابا شنودة و السادات رفض الأول للاتفاق الذي وقعه الأخير للسلام مع اسرائيل و عرف باتفاق كامب ديفيد , و عندما طلب منه السادات مرافقته الى القدس رفض فزاد ذلك من غضب السادات عليه .
أول قرار عدائي من السادات ضد البابا شنودة جاء بعد زيارة قام بها الرئيس المصري لأمريكا و ووجه فيها باعتراضات قبطية أحرجته كثيرا أمام الادارة الأمريكية , و كان القرار وقف البابا عن إلقاء الدرس الأسبوعي , و هو الأمر الذي رفضه البابا فزاد عليه السادات قرار آخر بمنع الاحتفال بالعيد في الكنيسة أو استقبال المهنئين به .
و في سنة 1981 و قبل شهر من اغتياله أصدر السادات قرارت باعتقال 1531 من الشخصيات العامة المعارضة لحكمه , و كان من بينهم البابا شنودة الذي أجبر على الإقامة في الدير في وادي النطرون خوفا من غضب الأقباط في حال اعتقاله .
أما في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك فكانت العلاقة بين البابا و السلطة في أحسن أحوالها حيث حرص مبارك على ارضاء البابا الذي لقي معاملة خاصة من أركان الدولة حتى سقوط نظام مبارك في 11 من فبراير سنة 2011 , و هي الثورة التي عارضتها الكنيسة شأنها شأن الأزهر و دار الافتاء رغم مشاركة الأقباط الكثيفة فيها خروجا على رأي الكنسية القبطية .
وفاة البابا شنودة
يوم السبت 17 مارس 2012 خرج الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس لاعلان وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية , و ذلك عن عمر يناهز 88 سنة , و قال في بيان تلاه ' المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية , نياحا لروحه و العزاء للجميع ' .
0 comments:
Post a Comment