Sunday, April 15, 2012

حافظ ابراهيم


حافظ ابراهيم
ولد حافظ إبراهيم في مصر.
شاعر مخضرم عاش في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين، من هذه الزاوية هو وشوقي شريكان، لكنهما يختلفان في المهنة، ويلتقيان شعراً وسياسة، وحسباً (تركياً) على نسب عربي.
في العهد العثماني، نال لقب البكواتية (محمد حافظ بك إبراهيم) ولد سنة 1872 في ديروط (في سفينة على النيل) من والد مهندس (إبراهيم أفندي فهمي) ومن والدة تركية (الست هانم) في الصعيد أو مصر العليا، وهو بك بقرار عثماني مصري، تشريفاً لا تكليفاً، حتى قبل اعتماده شاعراً بين سلطتين، سلطة الخلافة العثمانية وسلطة الدولة المصرية المستقلة عن الأستانة، والوقعة في شباك الاستعمار الإنكليزي.
البيك حمل القلم بدلاً من السوط أو الكرباج، كما هو دأب البكوات في العهد العثماني الإقطاعي. أعلن نفسه شاعراً، وكان شعاره: "دمع السرور مقياس الشعور".
فمن هو هذا المسرور بدمعه، هل كان مسروراً به حقاً، ولماذا لقب بشاعر النيل، مقابل معاصره، شوقي، أمير الشعراء، ومعاصره اللبناني – المصري، خليل مطران شاعر القطرين.
خدم حافظ إبراهيم في الحربية (الدفاع) برتبة ملازم ثان ما بين 1891 و 1893، ثم برتبة ملازم أول عامي 83-84، وانتقل عسكرياً من مصر إلى السودان، وعاد منه بانقلاب "بلاطي". عفي عنه، وسمح له بالعودة إلى الحربية ثانية 1895-1803، بعدما خدم سنتين في وزارة الداخلية برتبة (ملاحظ بوليس)، وبسبب من ثورة أحمد عرابي ومشاركته فيها، أعفي سنة 1903 من وظيفته وبقي بلا عمل حتى العام 1911، حين عين في دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته سنة 1932.
تركه والده وهو في الرابعة من عمره، فتعهده خاله التركي في القاهرة، وأخذه معه إلى طنطا عام 1888، وكان منحاه منذ وعيه أن يكون أديبا شاعراً، بعيداً عن هندسة والده، ومن أرستقراطية أمه وخاله.
محمد حافظ إبراهيم عاش فرح الحزن العميق، بين البطالة والتعليم غير المنتظم وغير المكتمل وبين البحث عن مهنة حرة بلا شروط مهنية أو جامعية آنذاك. كان ثنائياً في شخصيته وسيرته وشعره.
فهو في عمله ملول، وفي إنتاجه وماله متلاف، فهل هذه صفة ملازمة لبعض الشعراء والكتاب. وكان عسكرياً مدنيا، اختار النقيضين لجسم واحد: "الضابط والشاعر، السيف والقلم، العسكري الأرستقراطي، والمدني الديمقراطي"، وكان يظن بخياله أنه يقلد محمود سامي البارودي، فإذا به يبتكر لنفسه نموذجاً تناقضياً له جمالياته وعثراته.
راهن على ثقافة المجالس مع الأدباء "شوقي، مطران البشري، وإمام العبد ومع المفكرين والسياسيين أمثال الإمام محمد عبده، وسعد زغلول، وقاسم أمين، ومصطفى كامل".
عاش بلا عمل ما بين 1903 وحتى 1911. حاول أحمد شوقي مساعدته على العمل (محرراً) في جريدة الأهرام فلم يفلح، حين اجتمعت في شخصه صفتا، العتال البطال سنة 1906، أي في عز بطالته، تزوج للمرة الأولى والأخيرة، ودام زواجه أربعة أشهر، ولم يكرر التجربة الثانية، إنه لأجل كلالة، توفي بلا أب وبلا ولد، أبتر، وراءه دواوين شعر، لولا قيام أصدقاءه بجمعها ونشرها، لصارت هي أيضا بتراء.
ديوانه الصادر عن دار العودة في بيروت يقع في جزأين نصفه من المراثي، ومعظمه وصفي يخفي اللا موقف السياسي، وأقله من صوته ومن دم قلبه.

0 comments:

Post a Comment